شركة بحرينية تخير موظفيها بين الاستقالة أو إجازة دون راتب

شركة بحرينية تخير موظفيها بين الاستقالة أو إجازة دون راتب
اشتكى مجموعة من موظفي إحدى الشركات المعروفة من إجبارهم على تقديم استقالاتهم أو التوقيع على إجازة لعدة أشهر من دون راتب.

وأوضح الموظفون خلال لقائهم مع «الوسط» أنهم تلقوا اتصالات من المدير طالباً من الموظفين تقديم إجازة من دون راتب لعدة أشهر أو تقديم استقالة وذلك بسبب عدم قدرة الشركة على التكفل بهم وذلك بسبب الأزمة المالية على رغم من أن الشركة لها عدة أفرع في البحرين إلى جانب أن لها مشاريع داخل وخارج مملكة البحرين وأغلب هذه المشاريع هي مشاريع ناجحة.

وذكر الموظفون أنه بعد تلقي الاتصالات اجتمع معهم مدير فرع الشركة الذي أكد لهم أن الأزمة المالية بدأت تعصف بالشركة لذا فإن على الأجانب تقديم استقالاتهم أو تقديم إجازة من دون راتب مع إعطائهم مهلة، مشيرين إلى أن أثناء الاجتماع كان هناك عدد من البحرينيين الذين استنكروا هذا الفعل مما أجبر المدير على استبعاد البحرينيين طالباً منهم الحضور إلى الدوام من دون وجود أي عمل يقومون به وذلك لمدة غير معلومة، لافتين إلى أن المدير في نيته إزعاج الموظفين البحرينيين وذلك من أجل تقديم الاستقالة.

وقالت إحدى الموظفات المهددة بالفصل في أية لحظة: «بعد عدة استنكارات استبعدنا المدير من الاستقالة إلا أنه بدأ معنا حرباً نفسية لإجبارنا على الاستقالة التي ستمنعنا من حصولنا على حقوقنا(...) أصبحنا الآن نبدأ دوام العمل من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة الخامسة مساء وذلك حتى نشعر بحرب نفسية وبدأنا نشعر بالملل وكل هذا حتى نقدم استقالتنا إلى جانب ذلك أن الشركة أخبرتنا أنها ستقوم بالبحث عن أعمال لنا إلا أننا نشعر بالتخوف».

وأضافت أن «الشركة في حال قامت بالبحث عن عمل لنا فمن الممكن أن تقوم بالبحث عن عمل لا يتناسب مع عمل يناسب المؤهلات التي يملكها الموظف وفي حال لم يقبل الأخير بالعمل الذي حصلت عليه الشركة فإن الأمر سيُقلب على الموظف الذي لم يقبل بالعمل، إلى جانب أن الشركة الجديدة ربما لن توظف الموظف سوى ثلاثة أشهر أو أقل وبعدها ستقوم بتسريحه (...) نحن نطالب بالتعويض حتى نرتاح من هذه المشقة وحتى نقوم بالبحث عن أعمال تتناسب مع مؤهلاتنا فنحن لسنا بحاجة لمن يبحث لنا».

ولفتت إلى أنها لجأت إلى وزارة العمل فطلبت الوزارة دليلاً من الشركة نفسها، وعندما طالب الموظفون الشركة بضرورة بإثبات أنه بعد أخذ إجازة لمدة أربعة أشهر من دون راتب سيتم تعديل الأوضاع أو أن الاستقالة جاءت بناءً على طلب الشركة وليس الموظف، رفضت الشركة إعطاء أي دليل مما زاد حدة المشكلة.

من جانبه أفاد موظف آخر بأن أسلوب الحرب النفسية كان سبباً في تقديم عدد من الموظفين استقالاتهم على رغم من حرمانهم من حقوقهم طوال فترة العمل.

وأردف أنهم عندما تلقوا إخطاراً حول التخيير بين الاستقالة أو إجازة من دون راتب كان لدى الموظفين البحرينيين أمل في نقلهم إلى فرع آخر، وخصوصاً أن الشركة تملك العديد من الفروع، مبيناً أن باقي الفروع لم تقم بفصل موظفيها وإنما قامت بتدويرهم ونقلهم إلى فروع أخرى، معتقداً بأن هذا التوقع كان توقع الجميع إلا أن النتيجة كانت خلاف ذلك.

وقال: «أثناء الاجتماع مع المدير خيرنا نحن الموظفين البحرينيين الذهاب إلى دولة أخرى، إذ إن الشركة لها فروع في الخارج، إلا أن الراتب سيكون نفسه والفرق الوحيد هو إعطاء الموظف شقة، فلم يوافق الأغلبية على هذا العرض».

وكشف الموظف عن أن أغلبية الموظفين سوى البحرينيين أو الأجانب تم إخطارهم بضرورة الاستقالة من دون الحصول على الحقوق، إلا أنهم رفضوا وخصوصاً أن هناك من مضى على عمله في الشركة أكثر من عامين.

وأكد المشتكون أن ما برره المدير من أن الأزمة الاقتصادية أثرت على الشركة غير صحيح، وخصوصا أن العديد من المشاريع مازالت قائمة على رغم من أن كلفة هذا المشاريع تقدر بالملايين، وأشار المشتكون إلى أن عقد العمل كان بين الشركة وليست المشاريع، إذ إن الشركة بمجرد أن تخسر مشروعاً فإنها تقوم بفصل الموظفين في هذا المشروع على رغم من أنه في حال نجاح المشروع لا يستفيد الموظف.

وناشد الموظفون المهددون بالانضمام إلى قائمة العاطلين نقابة العمال، فلا يوجد موظف يقبل بالعمل من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة الخامس مساء وبراتب زهيد، مبينين أن حتى الرواتب لا تنزل في وقت محدد إذ إنه أحيانا تكون في بداية الشهر أو نهايته أو منتصفه.

وطالب الموظفون وزارة العمل بالتدخل في ظل غياب الجهة التي تحمي حقوقهم، مناشدين النواب بالتدخل ومطالبين الشركة بالتعويض عن الأضرار المادية والنفسية التي حدثت جراء الحرب النفسية التي قامت بها الشركة للموظفين.

..